جدة - نرمين السيد - وقال رئيس الاتحاد النوعي للبيئة بأسوان المنسق العام لمنصة أسوان المحلية للمناخ الدكتور أحمد زكى أبو كنيز، إن مبادرة "بلدنا تستضيف قمة المناخ" أطلقت حملات توعية تستهدف الأهالى فى شوارع القرى، بدأت مرحلتها الأولى فى قرية المحاميد بإدفو، ومن المقرر أن تستمر فى عدد كبير من قرى المحافظة، حيث شملت المبادرة نظافة وتجميل الشوارع، وفرشها من مكونات البيئة الطبيعية، التى تشمل السجاد والحصير، وهى من المنتجات البيئية الشهيرة فى أسوان.

وأضاف أنه تم كذلك تنظيم ندوات توعوية بقضية التغيرات المناخية، استهدفت الأطفال والنساء، تحت إشراف وتنفيذ سلوى سليمان، عضو المنصة المحلية للمبادرة فى أسوان، كما تم تنظيم لقاء تشاركى بين السيدات والأطفال فى أحد شوارع القرية، عن تغيير السلوكيات الخاطئة للأطفال، للحفاظ على بيئة آمنة، للحد من التلوث البيئى فى ظل التغيرات المناخية، فيما حمل الأطفال لافتات فى الشوارع العامة، للدعوة إلى الحفاظ على البيئة، وتغيير السلوكيات تجاه البيئة والمجتمع.

وفى محافظة المنيا، أكد الدكتور محمد البدرى، محمد نبيه، أستاذ الجغرافيا المتفرغ بكلية الآداب جامعة المنيا، أن قضية التغيرات المناخية هى قضية الجميع، فكلنا مؤثرون ومتأثرون بالبيئة، وأن العالم كله يعانى من قضية المتغيرات المناخية ونقص الأكسجين وزيادة الأكاسيد فى الجو، مما يؤدى إلى تدهور النظام البيئى، وهو ما دعا دول العالم لعقد اجتماعات المناخ.

وأضاف أنه تم اختياره ضمن مجموعة عمل المنصة المحلية للمبادرة فى محافظة المنيا، من المختصين للترويج لمؤتمر المناخ، من خلال منظمات المجتمع المدنى، وقد قامت تلك المجموعات على مستوى المحافظة بعقد اجتماعات تحضيرية، تمهيداً للمشاركة فى قمة المناخ، التى يشارك فيها 190 دولة من مختلف أنحاء العالم، والتى ستُعقد فى مدينة شرم الشيخ.

وعن أهم المحاور التى قامت مجموعة المنيا بإعدادها، قال البدرى إن هناك 3 محاور يتم العمل عليها، أبرزها الدور التوعوى، الذى يتم القيام به من خلال ندوات التوعية لتحفيز المواطنين على التشجير من أجل زيادة المساحات الخضراء، مع إعادة تدوير مياه الصرف واستخدامها فى التشجير، والمحور الآخر هو التركيز على العمارة البيئية، مؤكداً أن الفراعنة هم أول من صمموا نظم التهوية داخل المنازل والعمارة البيئية، من المحاور التى تعتمد على توفير الطاقة، بحيث تكون التهوية والتبريد داخل المنزل طبيعية، منوها بضرورة نقل التصميمات المعمارية الصديقة للبيئة، بحيث يجرى تصميم المنازل بما يناسب الظروف المناخية، والمعمول بها فى بعض دول العالم، مثل اليابان والإمارات.

وطالب عضو المنصة المحلية لمبادرة "بلدنا تستضف قمة المناخ" من جامعة المنيا، بضرورة إعادة النظر فى تصميمات المدن بالمجتمعات العمرانية الجديدة، للاستفادة من الفراغات المصممة للحدائق، ونقل خبرات العمران العالمى فى هذا الشأن، مشيراً إلى الأهمية القصوى لوضع خطط لإعادة استخدام مياه الصرف وتدويرها، بما يساعد على تشجير أكبر مساحة ممكنة، من أجل عالم أخضر.

وأضاف أنه من أهم التجارب التى يتم العمل عليها الآن، تجربة اليابان فى زراعة أسطح المنازل، لأهميتها الجمالية والبيئية، والتى يمكن استخدامها فى توفير احتياجات المنازل، وحفظ درجات الحرارة داخل المنزل، فضلاً عن الشكل الجمالى، بعيداً عن أشكال الأسطح الحالية.

وأكد أستاذ الجغرافيا بجامعة المنيا أنه رغم أن مصر لا تمثل نسبة كبيرة فى معدلات التلوث العالمية المؤثرة فى المناخ، والمقدرة بنسبة 0.6%، إلا أن اختيارها لاستضافة قمة المناخ فى شرم الشيخ، يُعد بمثابة شهادة دولية بأن مصر تسير على المسار الصحيح، فيما يتعلق بالعمل المناخى.

وفى هذا السياق، أشادت المنصة المحلية لمبادرة "بلدنا تستضيف قمة المناخ" فى محافظة شمال سيناء، بجهود الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، ومبادرتها للعمل مع المجتمع المدنى، إلى جانب العمل التنفيذى، جنباً إلى جنب، وتبنى إشراك الأكاديميات العلمية، فى وضع مشروعات للتنمية والبيئة، للاستفادة من مؤتمر الدورة 27 لأطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP-27) الذى سيعقد فى مدينة شرم الشيخ، خلال شهر نوفمبر المقبل.

وقال المهندس عبدالله الحجاوى، منسق المنصة المحلية لمبادرة "بلدنا تستضيف قمة المناخ" فى شمال سيناء، إن المنصة تثمن الدور الملحوظ لوزيرة البيئة، الدكتورة ياسمين فؤاد، فى تشجيع المجتمع المدنى، ذلك الدور الذى ظهر جلياً فى أثناء فعاليات الأسبوع الوطنى الثامن للتنمية المستدامة، الذى نظمه المنتدى المصرى للتنمية المستدامة، برئاسة الدكتور عماد الدين عدلى، رئيس مجلس أمناء المنتدى، مشيراً إلى أن الوزيرة بدت حريصة على التفاعل الإيجابى مع مشاركات المنصات المحلية للمبادرة فى جميع المحافظات.

ولفت الحجاوى إلى أن الدكتور عماد الدين عدلى، الذى وصفه بأنه قائد العمل البيئى المدنى فى مصر، يقود الآن استعدادات الجمعيات الأهلية للتحضير لمؤتمر المناخ، من خلال التوعية والتدريب ومساعدة الجمعيات فى إعداد مشروعات عملية قابلة للتنفيذ، بالإضافة إلى المساعدة فى توفير التمويل لها من خلال مؤسسات وهيئات التمويل الدولية.

وأضاف أن المشروعات التى يمكن للجمعيات الأهلية تنفيذها، فيما يتعلق بالعمل المناخى، تتضمن معالجة آثار التغيرات المناخية، والتكيف مع هذه التغيرات، والعمل على وقف مسببات التغير المناخى، من خلال تغيير بعض الممارسات والسلوكيات، مثل إحراق الوقود الأحفورى، ووقف تصاعد غازات الاحتباس الحرارى من تراكمات المخلفات العضوية حول الكتل السكنية، وتبنى مشروعات الاستفادة من الطاقة الشمسية، وتفعيل أساليب التوعية الشعبية بأهمية العمل معاً لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية.

واعتبر منسق المنصة المحلية لمبادرة "بلدنا تستضيف قمة المناخ الـ27" فى محافظة شمال سيناء، أن مبادرة وزيرة البيئة بتقديم الدعم لمنظمات المجتمع المدنى، فى إطار التحضيرات الجارية لمؤتمر شرم الشيخ فى شهر نوفمبر المقل، تُعد أول تطبيق عملى لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، باعتبار عام 2022 عاماً للجمعيات الأهلية.